توريس: عدنا إلى نقطة الصفر



صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية نجحت في وضع حد لسلسلة الإنجازات التاريخية التي كانت في حوزة المنتخب الأسباني، الذي حقق رقماً قياسياً بفوزه في 15 مباراة متتالية وبحفاظه على سجله خالياً من الهزيمة في 35 على التتابع.

وصحيح أن البعض يعتقد أن مشوار أبطال أوروبا في كأس القارات 2009 قد انتهى بهزيمتهم في نصف النهائي مساء الأربعاء على يد المنتخب الأمريكي.

لكن هذه الكبوة لن تنال من عزيمة فرناندو توريس ورفاقه، حيث أكد النجم الأسباني أن منتخب بلاده سيصارع بكل قواه للفوز بالمركز الثالث وإعادة ترتيب أوراقه من جديد قبل خوض الإستحقاقات الدولية المقبلة.

وأوضح هداف ليفربول "ما يؤلم أكثر هو الخروج من نصف نهائي مسابقة كبيرة، وليس نهاية مسلسل الأرقام القياسية. كنا نعرف أنه من المستحيل الفوز في كل مبارياتنا حتى إنهاء مسيرتنا الرياضية، كما كنا ندرك أن ذلك السجل كان سيصل إلى حده يوماً ما. كل ما في الأمر هو أننا لم نكن نتوقع أن يحصل ذلك هنا في جنوب أفريقيا ولكن دوام الحال من المحال. ومثل هذه الأمور تقع خصوصاً عندما لا تكون في الحسبان."

كان المهاجم الأشقر قد استهل مشواره في البطولة بتسجيل ثلاثية تاريخية أمام نيوزيلندا في روستنبرج وهو الآن يتطلع لخوض مباراة تحديد المركز الثالث الأحد على الملعب الذي بدأ فيه منتخب أسبانيا البطولة، حيث يأمل توريس أن تشكل تلك المحطة بداية عهد تاريخي جديد ومسلسل جديد من الإنجازات "عندما تسقط في مباراة وترى أن زملاءك لا يتذكرون آخر مرة تجرعوا فيها مرارة الهزيمة، فإن ذلك يبشر بالخير ويؤكد أنك في الطريق الصحيح. وفي الواقع، أفضل أن يحصل ذلك الآن على أن يحدث خلال كأس العالم."

قال نجم أتليتيكو مدريد السابق "الآن علينا العودة إلى نقطة الصفر وتحقيق انتصار تلو الآخر"، ثم تابع بابتسامة عريضة "أتمنى مرة أخرى أن نحافظ على سجلنا خالياً من الهزيمة في 35 مباراة متتالية. وسيكون ذلك رائعاً حيث سيعني فوزنا بلقب كأس العالم قبل أن نعود لاكتشاف معنى الخسارة من جديد."

"كنا نسعى للفوز في المزيد من المباريات ولم نكن نحس بأي ضغط زائد فقط لأننا كنا نربح مباراة تلو الأخرى. مثل هذه الإنجازات لا يمكنها إلا أن تمنحك المزيد من الثقة. وفي نهاية المطاف، نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في استغلال الفرص التي أتيحت لها ثم لجأت إلى التكتل في الدفاع وتمكنت من الحفاظ على النتيجة. لقد فاز الأمريكيون عن جدارة واستحقاق ولا يسعنا إلا أن نهنئهم على ذلك."

وتابع "أهم شيء الآن هو الحفاظ على نهجنا الطبيعي وأسلوبنا السلس تماماً كما فعلنا خلال كل تلك الفترة التي لم نعرف فيها الهزيمة ولا أعتقد أن أحداً بإمكانه القول أننا لم نحترم خصومنا خلال كل تلك الفترة. منتخب الولايات المتحدة الأمريكية كان الأفضل في مباراة اليوم لأنه عرف كيف يتعامل مع الضغط الذي مارسناه عليه ونجح في تسجيل هدفين. سنحاول الإستفادة من دروس تلك المباراة وتطوير أدائنا تماماً كما فعلنا خلال السنوات الأخيرة."

وقبل الهزيمة المفاجئة أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية كان رفاق توريس ودافيد فيا قد نجحوا في هز شباك خصومهم في كل المباريات التي خاضوها على مدى سنتين ونصف باستثناء المباراة الودية أمام فنلدندا في 2007 والموقعة النارية أمام إيطاليا في ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية 2008.

وفي طريقهم لإحراز فوز تاريخي على أبطال القارة العجوز تسلح أبناء برادلي بالسرعة والمباغتة في الهجوم والتضامن والإستماتة على مستوى الخط الخلفي، وهو ما كان يدركه توريس ورفاقه حتى قبل انطلاق المباراة "لقد شاهدنا كيف تطور لعب المنتخب الأمريكي عندما لعب بمهاجمين أمام مصر. عندما يقررون نهج أسلوب هجومي فهم يشكلون خطراً كبيراً. ومع ذلك ما زلت أعتقد أننا لعبنا بشكل جيد، حيث صنعنا فرصاً عديدة ولكننا لم نترجمها إلى أهداف بينما نجحوا هم في ذلك."

ويحاول لاعبو المنتخب الأسباني ترك مباراة نصف النهائي جانباً والتركيز على أولويتهم الحالية، حيث سيحاول أبطال أوروبا الفوز في مباراة تحديد المركز الثالث قبل مواصلة مشوار التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010.

وكما يؤكد هداف منتخب لاروخا فإن شهية الأسبان مازالت مفتوحة لحصد الانتصارات وهجوم الفريق لا يزال متعطشاً لهز الشباك "تحقيق الأرقام القياسية شيء جيد بالنسبة لأي شخص خارج أرضية الملعب، لكن بالنسبة لنا كلاعبين لا تشكل هذه الليلة نهاية الحلم على الإطلاق. لقد حان وقت التحديات الكبرى".