* لم تلعب حتي الآن أي نهائيات لكأس العالم، هل طموحك أن تصل مع منتخب مصر إلى مونديال جنوب أفريقيا سنة 2010؟
- بل هو حلم كل أبناء جيلي، فليس هناك أروع من أن تصل إلى نهائيات كأس العالم، أن نحضر حدثا كرويا بهذه الشهرة والعالمية، لقد فزنا مرتين باللقب الإفريقي ومقبلون على المشاركة في كأس القارات، ولكن اللعب في المونديال له مذاق خاص، إنه دخول للتاريخ من أوسع الأبواب.
* مع أن الدخول إلى التاريخ، هو أن يذهب منتخب مصر لأبعد مدى؟
- علينا أن نفكر أولا في التأهل، فالأمر غير محسوم، ولن يكون بالسهولة التي يظنها البعض، سندخل مرحلة تصفيات في غاية الصعوبة أمام منتخبات قوية تعيش هي الأخرى على حلم الصعود إلى كأس العالم.
* لابد أنك تعني بذلك منتخب الجزائر، وما يطبع مبارياتكم معه من ندية، إنها مواجهات بطابع محلي صرف؟
- سنواجه ثلاثة منتخبات، وسنلعب ست مباريات، وليس لنا أن نفاضل بين المنافسين ولا بين المباريات،
علينا أن نكون منضبطين ومركزين وبحرص شديد على التعامل مع كل مباراة من دون النظر إلى ما سبقها أو ما يليها، ثم إن منتخب الجزائر يبرز كند قوي اعتبارا لجانب المحلية الذي يبرز في لقاءاتنا، إنما أؤكد لك على أننا ننظر، بل ويجب أن ننظر إلى المبارتين على أنهما كرنفال رياضي، يجب أن يحضر فيه مشترك التاريخ والعروبة والأخوة، وتنتفي كل محاولة للركوب على الحدث لإثارة الفتنة.
* ولكن يبدو أن لمنتخب مصر بما هو عليه الآن من عناصر وروح الحظوظ الأوفر للوصول إلى نهائيات كأس العالم؟
- على الورق يبدو الأمر كذلك، إن لنا أشياء ترجح الكفة، ولكن على أرضية الملعب هناك حقائق أخرى، ونحن واعون أن الوصول إلى كأس العالم هو حلم، يتطلب تحقيقه مزيدا من الجهد، كثيرا من الصبر وطاقة موظفة بذكاء لعبور الجسر بعد الآخر، من دون استسهال لأي من المباريات ومن دون استصغار لأي من المنافسين، ثم إن الوصول إلى كأس العالم، هو شبيه بالفوز باللقب الإفريقي، إنه شيء لا بد أن يستحق.
* أعرف تواضعك، فهو بدرجة تجعلك لا تميل إلى الحديث عن نفسك، لكن أريد أن أسألك، ما هي الوصفة السحرية التي تمكن لاعبا من أن ينال الألقاب وحب الناس، ويصبح قيمة إنسانية رائجة بين قومه وعند الآخرين؟
- أولا النجاح هو توفيق من الله عز وجل، كما أن الإخفاق هو قدر ومكتوب، وقمة التوازن النفسي أن تتشبع إيمانا بهذا المعطى، ثانيا حب كرة القدم الذي يدفع إلى التضحية بأشياء أخرى، ثالثا البحث عن المتعة في ممارسة كرة القدم، ما يعني أن كرة القدم لا يجب أن تتحول إلى وظيفة نحصل منها على أموال، بقدر ما يجب أن تكون مصدرا جالبا للمتعة ومحققا لها في الآن نفسه، أي أن يصل اللاعب إلى تحقيق متعة ذاتية بالوصول إلى أكبر درجات الإبداع، وأن يحقق المتعة للذين جاؤوا لمشاهدته.
عندما تحب تعطي بقدر ما تأخذ، ولا يصبح هناك احتكام إلى وزن الأشياء، كأن يقول اللاعب سأعطي على قدر ما أحصل عليه.
رابعا لا بد من التحلي بالصبر، فبالصبر يقوى اللاعب على تخطي الأزمات والإخفاقات وانتظار الفرصة.
خامسا أن تفكر في الآخرين، وهو ما يعني أن يكون اللاعب حريصا على أن يربط نفسه بفريقه وبزملائه، أن يعي جيدا أنه لا يساوي شيئا من دونهم، وأن كل الإنجازات الفردية ما كانت لتكون لولا الآخرين، هذا أمر نجده أيضا في اللعبات الفردية، فالبطل يصنعه محيطه أكثر ما يصنع نفسه بنفسه.
* كيف يستطيع الأهلي مواصلة كل هذه النجاحات، ألا يشكل البحث باستمرار عن الألقاب هاجسا نفسيا للاعبين وللجهاز الفني وأيضا لإدارة الفريق؟
- أن تكون فريقا بمرجعية وتاريخية الأهلي المصري، فذاك معناه أن تكون مؤمنا بأنك لا تدخل أيا من الرهانات إلا لتنجح فيها، لذلك أقول أن الأهلي بكافة مكوناته من إدارة ولاعبين وجهاز فني وجماهير يعتبر من بين أولوياته البحث باستمرار عن الألقاب، التي من خلالها حظي الفريق بلقب نادي القرن في إفريقيا، وبالبحث عن ألقاب أخرى يسعى الفريق إلى العالمية.
إن وجودنا جميعا لا يتحدد إلا في البحث عن البطولات.
* أسألك عن العتاب الذي يصلك من الصحافة المصرية، كيف تتعامل معه، وهل يحدث أن تكون لك ردات فعل تغضب الإعلام؟
- أنا متقبل لأي نقد، محترم له لطالما أنه يتأسس على منطق، يحدث أن لا تعجبني بعض التعليقات، ولكن لا يكون ردي إلا بالحجم الذي يتناسب مع علاقتي المميزة مع رجال الصحافة والتي تقوم على احترام الإختصاصات.
أحيانا نحمل ما لا طاقة لنا به، ما هو أكبر من مسؤوليتنا، ويكون طبيعيا أن نقول رأينا الذي لا نقصد منه إغضاب أي احد كان.
* كان لأبوتريكة فيما أتصور نجوم أعجب بهم، أو جعلهم قدوة، من يكونون؟
- محليا أنا تعلقت كثيرا بالنجم الكبير محمود الخطيب، وعالميا عشقت النجم زين الدين زيدان.
* وهل تقبل أن يسير أبناؤك على خطاك؟
- أتمنى ذلك، لقد لمست وهم في سن صغيرة جدا حبهم لكرة القدم، ويظهرون اليوم ملكات طيبة مع صغار الأهلي، وسأحاول جاهدا أن أنقل إليهم الخبرة التي حصلت عليها في الملاعب.
* نتركك للحديث في مساحة حرة؟
- أعود وأشكر من صميم القلب صحيفة "المنتخب" المغربية على جائزتها الرائعة، ذات المصداقية العالية، ليس لأنني كنت من الفائزين بها، ولكن لأن لجنة الحكم المشكلة من كبار النقاد الرياضيين، وأيضا المعايير الموضوعة للإنتقاء تقول بذلك.
أشكركم على أنكم حضرتم لتكريمي هنا وسط أهلي وأحبابي، وأسأل التوفيق للكرة العربية وللكرة المغربية على وجه الخصوص، وأتمنى أن يوفقني الله لأستحق هذه الثقة الغالية التي هي قلادة شرف ومسؤولية ثقيلة أيضا.