قصة حياه العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ

حليـــــــــــــم

ولد فى 21 يونيو سنه 1929 مطرب مصري، اسمه الحقيقي عبدالحليم على شبانة. ولد في محافظة الشرقية .

توفيت والدته بعد ولادته في نفس يوم . و نشأ عبدالحليم يتيما من يوم ولادته . وقبل أن يتم عبدالحليم عامه الأول توفي والده ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة . وهو الابن الرابع واكبر اخوته هو إسماعيل شبانه الذي كان مطرباً ومدرساً للموسيقى في وزارة التربية التحق بعدمانضج قليلا في كتاب الشيخ احمد ؛ ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته . ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به .

التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين 1943عام حين إلتقى بالفنان كمال الطويل حيث كان عبد الحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1949 ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة ، ثم قدم استقالته من التدريس ، والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأبواه عام 1950 . تقابل مع صديق ورفيق العمر الأستاذ مجدي العمروسي في 1951 في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي فهمي عمر .

اكتشف العندليب الأسمر عبد الحليم شبانة الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة.

لم يكن عبد الحليم حافظ مطربا كباقي المطربين بل كان ظاهرة ادائية كبيرة ومعجزة غنائية واضحة وعقلية فنية متفردة، و يعتبرالفنان عبدالحليم حافظ أحد عمالقة الغناء العربي وكان من أهم المطربين الرومانسيين العاطفيين في فترة ظهوره من ناحية، وكان الممثل لمباديء الثورة وللحلم المصري من ناحية أخرى في أغانيه الوطنية حتى أنه قيل أن أغاني عبدالحليم حافظ هي ثورة 23 يوليو على شكل أغانٍ وألحان أو ماشابه هذا القول. وكان أيضا يسمى بمطرب الثورة وله أغان وطنية متعددة..

عندما حاول الغناء أول مرة تم انتقاده في اغنية (صافيني مرة) التي لحنها محمد الموجي وقصيدة "لقاء" كلمات صلاح عبد الصبور،ولحن كمال الطويل، لأسلوبها المختلف ورفض الجماهير لها من أول وهلة حيث لم يكن الناس على إستعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد.

ولكن بعد ذلك نجح نجاحا ساحقا، حتى أنه لقب بالعندليب الأسمر.

تعاون مع الملحن العبقري محمد الموجي وكمال الطويل ثم بليغ حمدي، كما أنه له أغاني شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب مثل: (أهواك، نبتدي منين الحكاية، فاتت جنبنا)، ثم أكمل الثنائي (حليم - بليغ) بالإشتراك مع الشاعر المصري المعروف محمد حمزة أفضل الأغاني العربية .

وقد غنى للشاعر الكبير نزار قباني أغنية قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء والتي لحنها الموسيقار محمد الموجي.

يونيو 1967 بعد النكسة غنى قي حفلته التاريخية أمام 8 ألاف شخص في قاعة ألبرت هول بلندن لصالح المجهود الحربى لإزالة آثار العدوان. و قد قدم عبد الحليم في هذا الحفل اغنيه المسيح ;كلمات عبد الرحمن الأبنودي والحان بليغ حمدي ..

اغانى العندليب

قدم عبدالحليم أكثر من مئتين وثلاثين اغنية امتازت بالصدق والاحساس والعاطفة. و قد قام مجدي العمروسي، صديق عبد الحليم حافظ، بجمع أغانيه في كتاب أطلق عليه " كراسة الحب و الوطنية ...السجل الكامل لكل ما غناه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ " تضمنت غالبية ما غنى عبد الحليم حافظ.

اعماله السينمائيه

في عام 1955 شهد عرض أربعة أفلام كاملة للعندليب، فيما وصف بأنه عامه الذهبى سينمائياً. قدم في السينما ستة عشر فيلما سينمائيا هي:

1955 لحن الوفاء وشاركه البطولة: شادية، حسين رياض.
1955 أيامنا الحلوة وشاركه البطولة: فاتن حمامة، عمر الشريف، أحمد رمزي.
1955 ليالي الحب وشاركه في البطولة: آمال فريد، عبد السلام النابلسي.
1955 أيام و ليالي وشاركه البطولة: إيمان، أحمد رمزي، محمود المليجي.
1956 موعد غرام وشاركه البطولة: فاتن حمامة، عماد حمدي، زهرة العلا، رشدي أباظة.
1956 دليلة وشاركه البطولة: شادية، فردوس محمد.أول فيلم مصرى ملون بطريقة السكوب
1957 بنات اليوم وشاركه البطولة: ماجدة، آمال فريد، أحمد رمزي.
1957 الوسادة الخالية وشاركه البطولة: أحمد رمزي، زهرة العلا، لبنى عبد العزيز، عمر الحريري (منقول عن رواية للأديب المصري إحسان عبد القدوس).
1957 فتى أحلامي وشاركه البطولة: آمال فريد، عبد السلام النابلسي.
1958 شارع الحب وشاركه البطولة: صباح، عبد السلام النابلسي، حسين رياض.
1959 حكاية حب وشاركه البطولة: مريم فخر الدين، عبد السلام النابلسي، محمود المليجي.
1960 البنات و الصيف وشاركه البطولة: سعاد حسني.
1961 يوم من عمري وشاركه البطولة: زبيدة ثروت، عبد السلام النابلسي، محمود المليجي، سهير البابلي.
1962 الخطايا وشاركه البطولة: عماد حمدي، حسن يوسف، نادية لطفي، مديحة يسري.
1967 معبودة الجماهير وشاركه البطولة: شادية، فؤاد المهندس، يوسف شعبان.
1969 أبي فوق الشجرة وشاركه البطولة: عماد حمدي، ميرفت أمين، نادية لطفي (آخر أفلامه).

قام عبد الحليم ببطولة المسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"سنة 1973، و هو المسلسل الوحيد الذى شارك فيه عبد الحليم كبطل للحلقات، و ذلك برفقة نجلاء فتحى و عادل إمام و إخراج محمود علوان.

قصه حياته

- تم عرض فيلم روائى بعنوان حليم في شهر يوليو عام 2006 وسط دعاية ضخمة ومن إنتاج عماد الدين أديبوشريف عرفة وإخراج شريف عرفة أيضاً، قام بدور البطولة فيه الممثل المصري المشهور أحمد زكى الذى توفى خلال تصوير الفيلم وأكمل من بعده ولده هيثم أحمد زكي.

- كما تم تصوير وإنتاج مسلسل العندليب حكاية شعب والذي يروي سيرة عبدالحليم حافظ إضافة إلى الأحداث التي مرت بها مصر خلال فترة وجوده منها قيام الثوة المصرية، وصعود جمال عبد الناصر، والحرب مع إسرائيل.

وقد قام بتمثيل دور الراحل عبدالحليم حافظ الممثل شادى شامل الذى فاز في مسابقة على شاشة mbc تسمى العندليب من يكون كانت قد أقيمت للعثور على ممثل شاب يشبه بصورة كبيرة المغنى الأسطورة وفى مقدوره أن يؤدى دوره على شاشة التلفزيون. الفنان شادي صور مسلسل (العندليب حكاية الشعب) ونجح فيه ومثل معه نخبة من الفنانين الكبار مثل (عبلة كامل وكمال أبو رية). الكاتبة نوره ولكن رغم هذا فإن المسلسل لم يكن قويا كما كان متوقعافقد اهمل الكثير من التفاصيل المهمه في حياة عبد الحليم وانتقده النقاد بشده لضعف أدائه الفني.

توفي يوم الاربعاء في 30 مارس 1977 في لندن عن عمر يناهز الثمانية و الأربعين عاما ، وقد حزن الجمهور حزنا شديدا حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر. وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازةالذي بلغ أكثر من 250 ألف شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع.
****************************** ** فراشة

هشام عيسى (طبيب عبد الحليم حافظ الخاص):
آن الأوان أني أنا أبدأ الكتابة عن عبد الحليم الإنسان، مش بس المريض، أي نعم شرحت مرضه في بعض اللقاءات، لكن عبد الحليم ما كانش مريض بس، عبد الحليم كان فنان كبير أوي، وكان صديقاً، وكان له حياة حافلة، وكان له اتصال بالسياسة وبعصره وبالمطربين اللي حوليه، ودي كلها أشياء ممكن أو لا بد أنه الجمهور يعرفها. فأنا بعد مدة طويلة خاصة أني لقيت طلع كتير أوي من الكتب والكلام عن عبد الحليم. أنا يعني مش عايز أكذّب حد، ولكن الخيال في هذه الكتب والأفلام والمسلسلات كان مساحته أكبر بكتير أوي من الحقيقة.
التعليق الصوتي: عاش عبد الحليم حياة مليئة بالحب وخيبات الأمل، أكبرها كانت علاقة حب قوية مع الفنانة سعاد حسني.

سعاد حسني رفضت الزواج من عبد الحليم

هشام عيسى (الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ): معروف أنه ارتبط في أول حياته بنجمة كبيرة جداً كان يحبها، وده حب حقيقي في حياته، وهي سعاد حسني. ولكن زي ما كتبت والناس كانت محتارة جداً هو تجوّزها ولاّ متجوّزهاش؟ هو كان بحبها فعلاً، وهو لم يتزوجها. والسبب إنه هو ما تزوجهاش إنها هي رفضت الجواز منه، لأنه حينما عرض عليها الجواز هو كان تربع على العرش، وكان ابتدى يصل إلى القمة وأصبح واحد من مربع الغناء العربي الكبير اللي هو يضم عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم، ولكن هي في الوقت ده كانت عاملة 3 أفلام.
[مشهد لسعاد حسني في أحد أفلامها]
هشام عيسى (الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ): أظن أنها علمت إنها لو ارتبطت مع عبد الحليم لن يكون المستقبل كما حدث، لأنها كانت عاملة 3 أفلام، ولما عرض عليها الجواز وعملت من مجموع 85 فيلم عملتهم، وهو كان عامل 10 أفلام من مجموع 14 أو 15 فيلم هو عملهم.
عبد الحليم يتيم الأبوين
التعليق الصوتي: لم يكن عبد الحليم مطرباً كباقي المطربين بل كان ظاهرة غنائية كبيرة وعقلية فنية متفردة، اسمه الحقيقي عبد الحليم شبانة، وولد في قرية الحلواتي في مصر، نشأ يتيماً بعد وفاة والدته، ليرحل والده أيضاً قبل أن يتم عامه الأول.
هشام عيسى (الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ): عبد الحليم كان بيقضي في السرير على الأقل 3 أشهر في السنة بينزف، بيتعالج من النزيف، و 3 أشهر تانية بيبحث عن علاج سواء في مصر أو خارج مصر في أميركا وفي فرنسا وفي إنجلترا، يبحث عن العلاج، وبينما هو كان بيحضّر الأغنية كانت بتاخذ منه 3 أشهر، ماذا يبقى للزوجة التي سيتزوجها، فكان عارف إنه يستحيل يتجوز، وكان بيقول أنا لو تجوزت وحدة حتبقى ممرضة، لكن كان يحب بعد كده، فيعيش قصة الحب ويتخيّل أنها تتم، ويتخيل أنه حيتجوّزها وأحياناً كان بقوم بخطبتها وهذه هي الجزء الخيالي منه، وهو جزء معقد جداً، ما كانش خيال بالمرة ولا حقيقة بالمرة. هو كان حقيقة يعيشها لفترة معينة يعلم أنها سوف تنتهي إلى لا شيء.

هشام عيسى (الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ): المرض طبعاً أثّر عليه، طبعاً أثر عليه ازاي؟ أثر عليه في إنه ياخذ قرار، إنه ما يقدرش يبقى الزوج المثالي. الزوج المثالي لا يقضي 6 أشهر في السرير، هو ده السبب، هو عاجز صحياً وليس بيولوجياً. عبد الحليم من الناس اللي كان بيحلم بحقيقة أمره وأنا أعلم ده كصديق عشت معاه بأسرة وبأولاد وببيت فريد على الطريقة العادية اللي بيمارسها الرجل العادي، ودي سببت له آلام كتير في حياته.
التعليق الصوتي: أصيب العندليب بتليّف في الكبد سبب وفاته العام 1977، وعرف عبد الحليم بهذا المرض بعد إصابته بآلام حادة اضطرته للسفر إلى بريطانيا لإجراء فحوصات، ما أثبتت إصابته بتليّف في الكبد سببه البلهارسيا..
مرض عبد الحليم بتليف الكبد

هشام عيسى (الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ): عبد الحليم كان عنده تليف بسبب مرض بلهارسيا أصابه وهو صغير جداً وهو طفل في قريته، كان بينزل الترعة وجاء له بلهارسيا وعملت له تليّف بالكبد، هذا النوع من التليف لا يضر كثيراً في وظائف الكبد، لا يتعدى على وظائف الكبد. يوم 28 سبتمبر هو كان موجوداً في الشاليه بتاعه في العجمي، وكان لنا عادة، كنا نروح لهذا الشاليه بعد أن ينقضي.. بعد أن يتركه كل المصيّفين، يعني في نهاية الصيف ونبدأ نقعد فيه سبتمبر وأكتوبر، يوم 28 أنا كنت سبته في يوم، رحت القاهرة فحصلت وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وأنا في القاهرة، وكنت راجع له تاني يوم وما قدرتش أرجع لأنه لما مات عبد الناصر كانت قامت القيامة في القاهرة، وأنا كنت في حالة طوارئ هنا في القاهرة ما قدرتش أوصل له. هو لما سمع خبر الوفاة انزعج جداً، وابتدا يخبّط في المراية بتاعة الأوضة بتاعته، وخايف، خايف من المستقبل، وكان وقتها فيه احتلال لسيناء، وكان لسه البلد ما خلصتش لسه من آثار النكسة بتاعة سنة 1967، فكان الوضع في مصر حرج، وكان عبد الحليم يحس بهذا الوضع. المهم نتيجة لكل الكلام ده نزف. ما كانش جنبه طبيب، ويوم وفاة عبد الناصر كانت كل الطرق مسدودة في القاهرة والإسكندرية وكانت القيامة قايمة وصعبة جداً. المهم بصعوبة تمكن أحد المرافقين له وهو مش طبيب أن يصحبه إلى مستشفى المواساة في الإسكندرية، برضو في هذا اليوم اللي قابله طبيب صغير اللي كان موجود المناوب، شاف عبد الحليم وقالوا له بينزف اتخضّ فأدى له قزازة دم لم يكن لها داعي، لأن كمية النزيف اللي حصلت كان ممكن السيطرة عليها بوسائل أخرى بسيطة إحنا نعرفها، ولكن الطبيب مش متعوّد على عبد الحليم وانزعج جداً، خاف، شاف عبد الحليم، وعبد الحليم حاجة كبيرة أوي شافه بينزف خاف عشان الراجل يجرى له حاجة راح مؤدّيله قزازة دم. بعد يوم استطعت أنا أني أنا أجيله وأخذت أخته المرحومة السيدة علية، أخذناه وركبنا السيارة، كانت الطوارئ راحت، وكان الرئيس عبد الناصر خلاص أعلن وفاته، وجينا على مستشفى المواساة، قابلت الطبيب قلت له أدّيته زجاجة دم ليه؟ دي مالهاش لزوم ما كناش نعرف أن هذه الزجاجة تحمل النهاية بتاعة عبد الحليم. وعبد الحليم تقبل هذا، ولكنه يومها بكى وحزن جداً لإصابته في الفايروس، لأنه منذ سنين طويلة جداً حين سافر لإنجلترا كانت تحت عناية أكبر دكتورة كبد في العالم اسمها شيلا شارلوك وهي كانت أستاذتي برضو في إنجلترا، وأعرفها كويس أوي، وهي مؤلفة أول كتاب عن أمراض الكبد، قالت له: أوعى تصاب بالفايروس، لأنه لو جاء لك عالبلهارسيا حتبقى مصيبة. فهو كان يعلم أنها مصيبة. لكن طبعاً ما قلنالهوش إنها العدّ التنازلي زي ما بيقولوا.
المذيع: العد التنازلي لـ؟
هشام عيسى (الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ): لحياته. لأنه خلاص يعني بقى فيه نوعين من التليّف حينتهوا لازم إلى انهيار الكبد. لازم.
التعليق الصوتي: واكب الثورة وغنى لها حتى سمي بمطرب الثورة، ولكنه لم ينتمي إلى أي حزب سياسي طوال حياته.
هشام عيسى (الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ): أولاً هو ما كانش سياسي، ولكن إنسان ليبرالي يحترم القانون. عبد الحليم كان لا يمكن يقع في غلطة مع القانون. وعبد الحليم زي ما قلنا جاء مصر في وقت تغييرات حصلت في مصر، هذه التغييرات كانت مناسبة جداً لحياته، لأن عبد الحليم نشأ في أسرة فقيرة جداً في الريف. وحينما علا قدره كانت الثورة قامت، والثورة كانت بطبيعتها بتعلي من قدر الفنانين، فإلى جانب اكتسابه الشعبية واكتسابه الثروة أصبح يكتسب المكانة اللي وفّرتها الدولة بعد كده للفنانين النابهين من أمثال عبد الحليم وغيره، هو ما كانش بيحب عبد الناصر لشخصه، لكن عبد الناصر برضو له تأثير عليه من ناحية إنه كان بيحميه، عبد الناصر كان بيحبه، ولا شك عندما تجد رئيس الدولة بيحميك وبيحبك فبيبقى شيء من العاطفة تجاهه، لكن زي كل المصريين لما حصلت النكسة ابتدا برضو يعني فيه ناس كتير كانوا بيلوموا عبد الناصر بعدها، لكن هو كان بيحب الثورة، كان بيحب يوليو، وكان بيحب كل رموزها وكان على علاقة طيبة جداً بكل رموز الثورة. كان على علاقة طيبة بعبد الناصر، وكان على علاقة طيبة بالنائب التاني بتاعه عبد الحكيم عامر، وبأنور السادات كانت علاقته طيبة جداً جداً وأعتقد أن صداقته امتدت مع الرئيس أنور السادات لما بقى رئيس جمهورية وكان بيحبه أوي، ولكن هو ما كانش عنده علاقة سيئة غير مع بعض الأفراد بتوع المخابرات، أو يعني اللي هم كانوا في الثورة، واللي همّه كان لهم خروج عن الخط شوية. يبكى

مسلسل عبد الحليم محض خيال
هشام عيسى (الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ): اللي كتب المسلسل ما عاش في بيت عبد الحليم، وما سألش ناس كانوا عايشين في بيته، زائد أنهم لا يتعرضون لنقط معينة. الكلام عن شخص تقريباً معاصر، يعني إحنا عاصرناه لازم يؤخذ بحذر جداً حينما تتكلم عن العائلة. وأولاً لما ترجع للعائلة بحكم ظروف نشأته يتيم هو وإخوته كانوا ضحايا، ضحايا اليتم، وضحايا فقد الأب والأم، فإذاً ما لاقاه عبد الحليم من صعوبة في نشأته ما كانش سببه قسوة من الأخوات، هو بعد ما كبر كان له أخّين وأخت. الأخت كانت حنونة، والأخّين فيهم واحد هو إسماعيل الكبير له فضل عليه، هو اللي علمه الموسيقى وهو اللي جابه من القرية وعلمه. ولكن ما كانتش الصورة زي ما هي ظاهرة. عبد الحليم كان بيعيش في بيت لوحده وأخواته كانوا بيعيشوا ببيت لوحدهم. واللي كان بيعيش معاه ابن خالته وزوجته. وهؤلاء كانوا منعزلين في النصف الثاني أو الجناح التاني من الشقة. وكانوا مالهمش صلة بحياته الفنية. يعني أنا شفت دول بيستمعوا لأغانيه.. عبد الحليم كان له سهراته وله مجلسه الخاص مع بليغ حمدي مع محمد حمزة مع الموجي، بل هناك كان صالونات أدبية يجيب فيها لويس عوض، يجيب فيها إحسان عبد القدوس. وهو منعزل تماماً في هذا الجناح، الجناح الآخر كان يطلق عليه جناح الزقازيق اللي هي البلد اللي هو نشأ فيها وهو طفل، اللي هو كان فيه ابن خالته شحاتة وزوجته فردوس. ما أظهره المسلسل من حياة عبد الحليم هو محض خيال.

عبد الحليم عند ملك المغرب وقت الانقلاب

هشام عيسى (الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ): عبد الحليم كان بيروح المغرب باختصار في جميع المناسبات التي تخص الأعياد القومية للمغرب أو للملك الحسن أو لأبنائه. بل في بعض الأحيان فيه الأعياد العادية زي عيد الفطر أو عيد الأضحى أو رأس السنة الميلادية كان يروح ويغني للملك الحسن. الملك الحسن كان بيحبه جداً وكان عبد الحليم هو اللي بيتحكم تقريباً في نوعية البرنامج المقدم للملك الحسن في المناسبات دي، يعني يصحب معاه مطرب أو اثنين. في يوم معين اللي هي الحفلة اللي جرت سنة 1971 اللي هي 9 يوليو عيد جلوس الملك الحسن على العرش يوم 9 يوليو، قرر الملك حسن إنه يعمله احتفال كبير جداً، فكان مستدعي محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ، وديع الصافي من مصر، شادية، هدى سلطان، سعاد محمد، محمد قنديل، كوكبة كبيرة جداً ومعاهم ملحنين زي بليغ والموجي ومؤلفين زي محمد حمزة. فكان يعني مستدعي أكبر كوكبة وبيحضّر لعيد ميلاد ضخم، كان ده.. فيوم 8 يوليو الملك الحسن عمل بروفا، كان مهتم جداً بيوم 9 اللي هو اليوم الرئيسي فعمل بروفا في قصر الصخيرات حضر فيها كل الفنانين دول، ولكن الكبار ما غنّوش، غنت شادية وغنت سعاد محمد، تمهيداً لبكرة اليوم الكبير، وأعلن الملك الحسن أن الأستاذ عبد الوهاب حيغني وهو حيكون المايسترو بتاع الفرقة حينما يغني عبد الوهاب، وقال: يشرفني في هذا اليوم أني أنا حأقف مايسترو للأستاذ عبد الوهاب وهو بيغني، كان حيغني عبد الوهاب وفريد وعبد الحليم، وابتدا يحضر لليوم وكان سعيداً جداً فقال محمد عبد الوهاب أنا بكرة عيد ميلادي حأقيم مائدة ملكية في قصر الصخيرات يحضرها السفراء وكبار رجال الدولة وبعض ضيوف الملك اللي جو من إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا، وعلى المائدة طلب أن يكون عليها محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم. وعبد الحليم كان لسّه ما سجّلش الغنوة اللي عاملها للملك الحسن، فقال له: تروح الإذاعة تشرف على تسجيل الغنوة عشان تتذاع في الإذاعة وتحصلني الساعة 2 ظهراً في.. عشان تنضم إلى المائدة الملكية. فعبد الحليم وافق وأنا همست فيه أذنه، قلت له: يا عبد الحليم مش حتلحق، أنا عارفك لما تسجل أغنية حتقعد يمكن للساعة 4 - 5 فقل له: لأ. قال لي: لا لا بإذن الله هلحق. تاني يوم توجهنا أنا وعبد الحليم وابن خالته شحاته معاه إلى الإذاعة لتسجيل الغنوة وأنا معاي بعض الأدوية وأقيمت المائدة الملكية الساعة 2. من حسن الحظ أن هذه المائدة عبد الوهاب وفريد اعتذروا مبكراً عن تكملة الغداء فيها، فانصرفوا قبل الساعة 2. فالساعة 2 حصل بدأ أكبر انقلاب عسكري ضد الملك الحسن، وابتدأ الانقلابيون يهاجموا الملك الحسن لقتله في قصر الصخيرات. في هذا الوقت كنت لا أزال في الإذاعة مع عبد الحليم وأنا استأذنت منه في أني أنا أروح الفندق لأنه هو طوّل فكان لازم أحضر له أدوية تانية، وكان معي شحاته برضو لازم يجيب له الغداء بتاعه لأنه ما يقدرش يقعد بدون أكل هذه المدة الطويلة. فاستأذنا ولما خرجنا وصلنا الأوتيل كان المتآمرين هجموا على الإذاعة ودخلوا على عبد الحليم، ودخلوا وبيقتلوا كل من في طريقهم لغاية ما وصلوا للغرفة اللي بيتم فيها التسجيل، وكانوا عايزين معاهم ورقة فيها بيان الانقلاب، عايزين يذبعوها، فلقوا عبد الحليم قالوا فرصة ذهبية، عبد الحليم حافظ حيقرأ لنا بيان الانقلاب ويبقى ده سبق كبير، أكبر مطرب في العالم العربي اللي بيقول اللي بيغني لعبد الناصر حيغني للعهد الجديد اللي قتل فيه الملك الحسن وأصبح الجيش يتحكم في مصائر الأمة المغربية. فعرضوا على عبد الحليم، فعبد الحليم قرر إنه ما يقولش البيان أبداً، لما قالوا له أن الملك اتقتل انزعج جداً، وقعد يفكر إنه دي الوقت أصبح بدون سند. هل يقرأ البيان ولاّ ما يقراش؟ إذا ما قرأش ممكن يقتلوه، أو على الأقل يطلعوه بره الإذاعة، وكان تبادل الرصاص عم يجري في الشوارع في هذا الوقت، أو يقبل فيخون صديقه ويعرّض نفسه ليعني مساءلات ما يعرفش مداها حيكون أدّ إيه بالنسبة إنه مصري وبيقرأ بيان انقلاب، قد يجعل مصر متورّطة في هذا الانقلاب. فبحدسه الفني وبحدسه وذكاؤه قرر أن يرفض قال لهم أنا مش سياسي، ولن أقول الكلام ده، مع تمنياتي لكم .. ماليش دعوى بيكو، أنا مش من البلد دي، أنتو بتعملوا انقلاب ضد البلد، أنا ماليش شأن بيه أنا مصري أنا عربي، وأنا لن أقرأ الكلام. كان جنبه ملحن أعمى اسمه عبد السلام عارف، حفّظوه البيان لما يئسوا من عبد الحليم وفي الوقت نفسه احترموه لأن الناس كانت بتحبه والنقطة دي نفعته جداً، لقوا عبد الحليم واحترموه وخلوا هذا الملحن الأعمى يكرّر بيان الانقلاب وهكذا تجنب أن يتورط في هذا الوقت.. كان في الوقت ده الملك نجا بطريقة معقدة جداً، وكان ابتدت القوات الملكية تهاجم الإذاعة وهو فيها، وتعرض.. ودي أكثر مرة تعرض فيها للموت.
هو كان مغرور جداً بنفسه، وكان يعتقد أنه أحسن مغني عربي في زمانه، ولكن كان متواضعاً جداً حين يتعلق الأمر بإبداء الرأي علانية، ولكن هذا الغرور كان يطفو على السطح غصباً عنه في بعض المواقف.
كنا نركب مرة تكسي في باريس، فإحنا بنتكلم فالتفت إلينا صاحب التكسي وقال أنتو مصريين؟ قلت له: أيوه. قال لي: طيب أرجوك يا أخي لما ترجع مصر سلم لي على عبد الحليم حافظ، أنا نفسي أشوفه. قلت له: طيب عايز تشوفه بصّ وراك وشوفه. فقال لي: نكتة بايخة يعني. بص بص قالي: آه عشان شبهه يعني.. شبهه.. أنا سكتت وعبد الحليم سكت، ابتدا كل شوية يصب وبعدين لقى شبهه أوي، ابتدا يكلم نفسه، الله ده شبهه، ده شبهه، وبعدين قال: والله العظيم ده عبد الحليم. كان الراجل جزائري مش من الفرنسيين، وبدل ما يودينا للأوتيل اللي إحنا رايحين له لقيته ماشي في سكة تانية، أخذنا على بيته، حي بيسكنه العرب من شمال أفريقيا، ابتدا يصرّخ عليهم، نزلوا الناس في وسط الليل بالكاميرات يصوّروا عبد الحليم وأحاطوا به وما رضوش يسيبوه قبل ساعتين ساعة ونص، وقلت له: أنت تعبان؟ وعبد الحليم كان سعيد ما كانش بيتضايق من هذه الشعبية.

قصة وفاة عبد الحليم يبكى

أنا ما حضرتش الوفاة.. سمعتها لما اتصلوا بي من المستشفى ورحت المستشفى بعد الوفاة وعلمت بعض أشياء. هو جاء له نزيف وهو في منزله. اللي حصل إنه لم ايتم أي إسعاف.. ولكن نقل فوراً إلى المستشفى، لما يتم بأي إسعاف كان بيحصل دائماً إنه في مكان وجوده دائماً كنت بنقل له الدم أبتدي بالإجراءات لإيقاف النزيف سواء الحقن أو نقل الدم قبل النقل إلى المستشفى، هو نقل بعربة إسعاف إلى المستشفى. حاجة.. يعني يبدو أن النزيف أولاً كان شديد جداً، طبعاً لا شك أن وظائف الكبد كانت انهارت بشكل فظيع فكان النزيف لا بد أن يستمرّ بطريقة تقدر تقول ذعر لها الناس اللي كانوا موجودين. ففي النهاية أدخلوا له أنبوبة، الأنبوبة دي للضغط على الأوردة التي تنزف داخل المعدة، باختصار وبدون أسماء ومن دون تعقيدات، هذه الأنبوبة ضارة جداً، لا نلجأ إليها إلا في الحالات الميئوس منها، ومعروف أنك إذا أدخلتها مرة لا تستطيع أن تدخلها مرة تانية أبداً، فضلاً عن أنه تاني يوم لو حصل نزيف ما تقدرش.. لأنها بتسبب تهتك في الغشاء المخاطي المحيط بالأوردة التي تنزف، فأدخلت هذه الأنبوبة وأنا أعتقد أن ده كان إجراء يائس.

ميرسى ليكى ياسينو على التوبيك الرائع والمميز
وربنا يرحمة برحتة فعلا كان فنان قدير بمعنى الكلمة جميل

ميرسى ليك يامايو على ردك الجميل
نورت التوبيك

» لكل عشاق العندليب(*عبد الحليم حافظ*)
» قصة حياه تامر حسنى
» قصة حياه محمد فؤاد
» المسلسل الاذاعى الشهير :: ارجوك لا تفهمنى بسرعه :: بطولة عبد الحليم حافظ و عادل امام ::
» اهداء الى عشاق العندليب