تقرير.. فوز الولايات المتحدة على أسبانيا يهز العالم



لم توفر الصحافة الأمريكية أي نعوت لوصف الفوز الصدمة للمنتخب الأمريكي على نظيره الأسباني بطل أوروبا في نصف النهائي، وفي الوقت الذي أشادت فيه الصحف المحلية بأبطال المدرب بوب برادلي، فإن الصحف الاسبانية فتحت تحقيقاً في الأسباب التي أدت إلى خسارة منتخب بلادها غير المتوقعة.

واعتبرت الصحف الأسبانية الخسارة المفاجئة بأنها بمثابة تنبيه جاء في توقيت جيد. أما بالنسبة إلى المعلقين الأمريكيين المنتشين بفوز منتخب بلادهم فإنهم اعتبروا أن الطريق لا يزال طويلاً أمام الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح قوة ضاربة في عالم كرة القدم.

أوردت صحيفة نيويورك تايمز التي تعتبر من أهم الصحف خبر الإنجاز الأمريكي على موقعها الإلكتروني بعد ثوان من انتهاء المباراة تحت عنوان "الفوز الأمريكي كان معجزة على العشب" مقارنة إياه بانتصار شهير آخر أطلق عليه "أعجوبة على الجليد" في الإشارة إلى فوز المنتخب الأمريكي لهواة الهوكي على نظيره السوفياتي القوي في دورة الألعاب الاولمبية 1980.

واعتبر المراسل جورج فيسكي الإنتصار الأمريكي بنتيجة 2-0 بأنه "على الأرجح أهم انتصار يحققه فريق كرة القدم للرجال" قبل أن يقارنه بأهم الإنجازات في تاريخ الرياضية الأمريكية "طوال الدقائق التسعين يوم الأربعاء كان المنتخب الأمريكي أفضل من نظيره الأسباني وأكثر شجاعة وأكثر ذكاء وأكثر حظاً أيضاً. لقد حققوا هذا الإنجاز تماماً كما فعل نظراؤهم عندما فاجأوا انجلترا في كأس العالم 1950، وعندما تفوقوا على المكسيك ثم كادوا أن يهزموا ألمانيا في ربع نهائي كأس العالم 2002".

وأضاف فيسكي "لا أحد في الإتحاد الأمريكي لكرة القدم يجرؤ على القول بأن هذا اليوم جعل المنتخب الأمريكي يدخل نادي الكبار في الرياضة الأكثر شعبية في العالم... ولكن هذا الإنتصار يشكل خطوة في هذا الإتجاه."

أما في موقع "بيج سوكر"، فقد أشار أولي إيريش إلى أهمية هذا الإنتصار "فجأة ومن دون سابق إنذار بدا المنتخب الأمريكي كفريق جدي يملك لاعبين يثقون بقدراتهم."

أما تلفزيون "إي أس بي أن" فقد أورد الخبر تحت عنوان "مهمة: ممكنة" وركز في المقال المخصص لهذا الحدث على الصدى الكبير الذي لقيه الإنتصار الأمريكي في جنوب أفريقيا ومما ورد فيه "قالوا أنه يستحيل أن يتحقق هذا الأمر وكانوا مخطئين حيث فاجأ المنتخب الأمريكي نظيره الأسباني المصنف أول عالمياً يوم الأربعاء في نصف نهائي كأس القارات."

على الجانب الآخر لم تكن الصحف الاسبانية تتوقع هزيمة منتخب بلادها ولكنها ركزت على الجانب الإيجابي للخسارة وأبرزت صحيفة "ماركا" تحت عنوان عريض "جرعة من التواضع" واعتبرت بأن الخسارة قد تكون مفيدة وقالت "نحن أفضل منتخب في العالم ومن الأفضل أن نخسر الآن من أن نخسر بعد عام" في إشارة إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا العام المقبل.

أما الصحيفة المنافسة "آس" فعنونت بدورها "كم هو غريب أن نخسر" ثم توصلت إلى خلاصة لعدم تقديم المنتخب الأسباني عرضاً جيداً بقولها "كان المنتخب الأمريكي المنظم خير جواب لمنتخب أسباني غير موجود. وساعد خطأ راموس في توجيه ضربة قاضية إلى أسبانياولم تكن التمريرات جيدة والتسرع كان سمة المنتخب."

أما صحيفة "سبورت" ومقرها مقاطعة كاتالونيا فجاء تقريرها الرئيسي تحت عنوان "الولايات المتحدة الأمريكية تحرم أسبانيا من مقعد في النهائي. على الرغم من سيطرة المنتخب الأسباني على مجريات اللعب فإن الأمور لم تسر كما يشتهيه فريقه المدرب دل بوسكي."

وأضاف مراسل الصحيفة "افتقد المنتخب الأسباني إلى الحيوية وعلى الرغم من استحواذه على الكرة لفترة طويلة ارتكب العديد من الأخطاء في منطقة الحارس الأمريكي تيم هاورد. ولم تكن التمريرة الأخيرة ناجحة ومن الصعب دائما التسجيل عندما يكون الأمر كذلك."