والبداية من مجلس الإدارة برئاسة حسن حمدي الذي يدير النادي بنجاح منقطع النظير منذ سنوات، وقاده لتحقيق إنجازات لم تتحقق في عهد أي من نظرائه السابقين حتى من شهد لهم الجميع من بينهم بالبراعة في الإدارة والإحترافية في التعامل مع الأمور.
ففي الأيام الماضية حاول البعض ممن ينتمون للنادي الأحمر تجنب إقحام المجلس في الأزمة، بالتأكيد على أنه وفر كل سبل الدعم للفريق ودعمه بـ 24 لاعباً في العاميين الماضيين فقط، ولكن ما يتصور البعض أنه شهادة للمجلس وتصرف إيجابي كان هو دليل الإتهام له، لأن شراء كل هذا العدد من اللاعبين لم يدخل منهم التشكيلة الأساسية سوى اثنين فقط هما أحمد حسن قائد منتخب مصر، وسيد معوض لاعب الإسماعيلي السابق، مع مشاركة بسيطة لهاني العجيزي وحسين ياسر المحمدي نجم المنتخب القطري، يعد أمراً غير منطقياً ويطرح أسئلة عديدة أهمهما من جاء بهؤلاء اللاعبين؟، فإذا كان المجلس ضمهم وفقاً لرغباته فهي "المصيبة" لأنه يكون بذلك قد انفرد بالقرار وضرب بأراء الجهاز الفني عرض الحائط،، أما إذا كان جاء بهم وفقاً لرغبات جوزيه فانها "الكارثة"؟، لأن ذلك يعد دليل إدانة للأخير الذي طالب بضم لاعبين لا يريدهم، لمجرد إضعاف المنافسين.
والواقع أن مجلس إدارة الأهلي قد تحول في آخر موسمين لسياسة الخطف وشراء لاعبين لا يحتاجهم المنافسين، وذلك لضمان تحقيق الفوز قبل حتى النزول إلى أرض الملعب، وعدم المغامرة بنتائج اللقاءات في المكان الوحيد الذي يصلح للتنافس وهو المستطيل الأخضر.
جوزيه رفض تحمل مسؤولية الهزائم
وبالتحول إلى الجهاز الفني بقيادة مانويل جوزيه ذلك المدرب الذي يعد شخصاً ذكياً قبل أن يكون مدرباً كبيراً، فهو ادرك تماماً طبيعة الدوري المصري وتعلم جيداً الطريقة المثلى للفوز به، وما أسهل ذلك في ظل منافسين ضعفاء وصحافة داعمة في السراء والضراء وجمهور وفي يأبى حتى أن يتعرض ناديه لكلمة نقد، متهماً من يفعل ذلك بمحاولة زعزعة استقراره والتحامل عليه.
كما أدرك جوزيه طبيعة المصريين الذين ينتمي معظمهم للنادي الأهلي، والعاطفة التي يتعاملون بها مع الأمور، خاصة تلك التي تتعلق بناديهم، فحرص على إدخالهم في معارك جانبية اتهم الجميع فيها بمحاربته ومحاربة الفريق، لكي تبقى الجماهير دائماً في صراعات وإختيارات صعبة بين فريقها وبين الآخرين الذين لا يريدون له خيراً، كما أوحى لهم البرتغالي.
لقد أكد المدرب أن الإعلام تسبب في خسارة فريقه في اليابان، بضغطه على اللاعبين ومطالبتهم بالفوز وانتقاداته اللاذعة لهم، ولكن أليس جوزيه هو من قال نصاً قبل البطولة "جئنا لننافس بطل أوربا وبطل أمريكا الجنوبية، صراع الند للند، ولن نخاف أحدا .. أن المنافسة على البطولة حق مشروع لكل الفرق، ولكن أنا من وجهة نظرى أن الضغط الذي يتعرض له الأهلي، هو ضغط الفائزين وليس الخاسرين".. والسؤال الآن هل صوب أحد الصحفيين سلاحاً إلى رأس المدرب وأجبره على الإدلاء بهكذا تصريحات؟، هل أجبر أحد منهم حسام البدري مدرب الفريق للتقليل من حجم الأخطاء التي يرتكبها مدافعيه، ويقول نصاً :" مدافعينا يظهر معدنهم الأصيل وقت الأزمات"، ألم ينقل الإعلام هذه التصريحات عنهما؟، ولماذا لا يتحملون ضغط الإعلام أوقات الخسائر، ويرضون بمبالغاته وقت الفوز والإنتصار حتى لو كان على حساب أقل فريق وبأسوأ أداء؟
جوزيه هذا المدرب الذكي، تعود أن يلقي بمسؤولياته على الآخرين، رافضاً أن يتحمل نتيجة أخطائه بعدم تجديد دماء الفريق والإعتماد على مجموعة واحدة من اللاعبين وكلت وتعبت من خوض البطولات المتتالية بدون راحة، أو أن يستعين بمجموعة جديدة من الوافدين الجدد المكتظة بهم دكة البدلاء، رابطاً استمراره بالفريق بوجود لاعبين بعينهم، وهو الأمر الذي لا يمت للتدريب أو لكرة القدم بصلة.