الكل
أجمع أنه ضرب من الجنون، والرهان غير المحسوب، أن يُفكر مطرب -أي مطرب- في
إحياء حفل غنائي في مارينا، بعد ذلك الحفل الأسطوري الذي أحياه هضبة
الغناء العربي عمرو دياب مؤخراً بجولف بورتو مارينا، إذ يعني ذلك أن ينكشف
أمره، ويظهر الفارق الضخم بين جماهيريته وجماهيرية دياب الكاسحة، لكن تامر
حسني فعلها ودخل التحدي... فماذا كانت النتيجة؟!
بعد نجاح حفله الأخير الذي أقامته شركة "جود نيوز" في العام الماضي
بالمسرح الروماني بـ"مارينا"، عاد تامر من جديد مع نفس الشركة ونفس
المسرح، لكن بفارق هام ومؤثر للغاية، إذ إن حفل هذا العام جاء خلفاً لحفل
دياب الذي حقق نجاحاً ساحقاً أوقف الطرق وهز "مارينا" بأكملها، لذا بذل
تامر أقصى ما بوسعه، ليخرج الحفل بمستوى مشرف يليق بنجوميته التي يسعى
لتأكيدها، ولقب "نجم الجيل" الذي أطلقه على نفسه، ومن هنا سافر تامر إلى
"مارينا" قبل الحفل بيومين ظل خلالهما يُشرف بنفسه على أدق التفاصيل،
ويجري أكثر من "بروفة" للاطمئنان على كل كبيرة وصغيرة فوق وتحت المسرح حتى
لا يترك شيئاً للظروف أو المفاجآت.
وكعادته في ابتكار الجديد والمثير للجدل لكي يظل يتحدّث عنه الإعلام لفترة
طويلة، صعد تامر خشبة المسرح في تمام الساعة 11.30، وجاء الدخول بطريقة
غربية ومتشابهة للغاية مع طريقة دخول أسطورة البوب الراحل مايكل جاكسون،
حيث دخل تامر محمولاً في الهواء، ووقف فوق شاشة "الاستيدج" لمدة 3 دقائق
لم يتحرك خلالها وكأنه تمثال من الشمع، حتى أن الجمهور فكر أنها خدعة وأن
الواقف أمامهم مجرد تمثال، وفجأة تحرك التمثال وقفز على "الاستيدج" ثم دخل
على أغنية "يا حبيبي شوف من كام سنة" التي غناها بتوزيع جديد اعتمد على
الطبلة، ثم بدأت الاستعراضات الغنائية المتعددة التي حرص تامر على تقديمها
مع عدد كبير من "الموديلز".
ومن
مفاجآت الحفل أنه قام بعمل استعراض آخر كبير، لكن مع الفنانة ميريهان حسين
نجمة ستار أكاديمي على أغنية "شوفي بقى" حيث جاء الاستعراض على نفس شاكلة
استعراضات "ستار أكاديمي" المميزة، وكذلك غنى معها "يا تاعبة كل الناس"،
كما قام تامر بتغيير ملابسه أكثر من مرة؛ لتتنوع ملابسه ما بين
"الكاجوال"، والكلاسيك، والملابس العسكرية، وملابس "البوب".
وكعادة
حفلاته الأخيرة شارك النجم علاء عبد الخالق بالاشتراك مع الملحن محمد رحيم
بغناء أغنية "رسمي فهمي نظمي"، كما غنى تامر مع علاء أغنية "داري رموشك"
التي غناها علاء منذ أكثر من عشر سنوات، ولم يكتفِ تامر بالاستعراضات
المبهرة والملابس المتنوعة التي ظهر بها، فقام باللعب على مشاعر الجمهور
بغنائه منفرداً على الجيتار مجموعة من أشهر أغنياته الرومانسية مثل "خنتك
إمبارح" و"ارجع لي" و"افتكر لي أي حاجة" بطريقة جعلت الكثير من جمهوره
الصغار يبكون خاصة البنات، كما غنى أغنية "come back to me" بطريقة البلاي
باك بمفرده، ثم غناها بمشاركة المطرب الشاب كريم محسن وشاب آخر يُدعى
إسلام بعدما أصيب المطرب الأساسي حسام الحسيني بمرض إنفلونزا الخنازير.
والطريف
أن جمهور تامر قام بالسخرية من الملحن والمطرب عمرو مصطفى الذي أصدر
ألبوماً جديداً بعنوان "الكبير كبير"، وأخذوا يرددون "الكبير كبير.. تامر
حسني غيره مفيش"!
حضر الحفل كثير من الفنانين أصدقاء تامر من
بينهم دينا فؤاد، ونسرين الإمام، وأحمد زاهر، وحسام حسن ولم تحضر مي عز
الدين برغم تواجدها بمارينا، وأيضاً لم يحضر النجم محمد منير مثلما ذكرت
إحدى الصحف.
من
ناحية أخرى حرص المنتج محسن جابر على الاحتفال بعيد ميلاد تامر الذي وافق
يوم الحفل، وأحضر له تورتة كبيرة صنعت خصيصاً لـتامر، ليحتفل مع جمهوره
الذي قارب عدده 35 ألف شخص، حيث قام عدد كبير منهم بإلقاء العديد من
الهدايا على خشبة المسرح، وأيضاً قام أعضاء رابطة محبي تامر حسني بعمل
بوستر كبير له، لينتهي الحفل في حوالي الرابعة فجراً، بعد أن أمتع تامر
جمهوره بالغناء والاستعراضات على مدار ما يقرب من الثلاث ساعات ونصف
الساعة، وهي المرة الأولى التي يغني فيها تامر كل هذه الساعات، مما دفع
البعض إلى أن يهمسوا أن هذا من أجل أن يقال إن تامر قام بالغناء لجمهوره
فترة أطول من دياب!
بعد الحفل سافر تامر إلى القاهرة، ومنها إلى
"ليبيا" لإحياء إحدى الحفلات هناك، بينما قام منظمو الحفل باتباع عادة
حفلة عمرو دياب الأخيرة، وتنزيل الحفل بالكامل على موقع الـ"Youtube"
الشهير.