إستخدام تشكيلات وخطط لا تعتمد على ليبرو
عندما حاول مانويل جوزيه تجربة أسلوب 4-4-2 في 2001 و فشل بشكل كبير كان هناك أسباباً منطقية لهذا، فالفريق كان يفتقد لظهير الجنب القوي سواء الأيمن الذي كان يشغله أبو المجد مصطفى و أشرف أمين، أو الأيسر الذي شغله أحمد أبو مسلم و محمد عمارة. و عند أول خسارة أمام غزل السويس 2-0 توقف جوزيه بعد مدة قصيرة عن اللعب بدون عمق دفاعي أو ليبرو.
و لكن الواقع تغير الآن فالأهلي أصبح يملك ظهراء جنب و أجنحة على مستوى دولي، ففي الجهة اليمنى يملك بركات و أحمد صديق و أحمد فتحي و أحمد علي و في اليسرى سيد معوض وجيلبرتو وعبد الحميد أحمد. و يملك أحمد حسن و حسين ياسر و الإثنان قادران على أداء دور الجوكر في أي جهة.
و يملك مدافعين أقوياء في مركز المساكين كوائل جمعة و شادي محمد، و الإثنان قد يمكنهما مع بعض التركيز اجادة طريقة 4-4-2 نظراً لما يملكانه من خبرة دولية.
بهذا يستطيع الأهلي إضافة تجديد على أسلوبه الملتزم بـ 3-4-3 و مشتقاتها و التي تم إستعمالها حتى لم يعد لديها شيء تقدمه. فأصبح من الواجب تقديم أسلوب جديد يعيد الدماء و الحماس للأهلي و جماهيره كـ4-4-2 أو 4-3-3.
و يبقى السؤال في أن الأهلي مع وجود ليبرو نال 16 هدفاً في الدوري بعد 20 مباراة، فكيف سيكون الحال بدون ليبرو؟ الجواب هو في إطار السؤال نفسه...فهل هناك أسوأ من أن يتلقى الأهلي 16 هدفاً مع ليبرو في 20 مباراة ؟ و ماذا سنخسر من تجربة أسلوب جديد لدينا كافة الإمكانات في تنفيذه ؟
و الأهلي قادر بدون شكل على إعطاء تشكيلات متغيرة مع الكوكبة من اللاعبين القادرين على شل فكر أي مدير فني من تعدد السيناريوهات التي يمكن وضعها في حال التخلص من "هم" الليبرو.
إعطاء مزيد من المساحة للإبداع و الجانب المهاري
إحترام جمهور الأهلي لجوزيه هو إحترام لم يتوفر لأي مدير فني، فجمهور الأهلي يعشقه بسبب تشابهه مع الجمهور في كل شيء، في حماستهم، و رغبتهم في الفوز و عشقهم المجنون للأهلي. و معروف عن جوزيه عدم تفضيله أي نجم عن الآخرن و أن يكون الميزان هو في تنفيذ أسلوبه و رغبته الفنية بحذافيرها.
و لكن يبقى هناك شيء مفتقد مؤخراً و هو ما كان يقوم به خالد بيبو و حسام غالي و إبراهيم سعيد و( أبو تريكة و بركات )- 2006 و هو الإبداع و إستغلال المهارات الفردية لتشكيل الفارق المطلوب عند تأزم الظروف. فعند الضغط المتواصل من الخصم، و الرقابة الدفاعية، يعول الفريق على اللاعب الفنان في أن يتخلص من رقابته و يخلق مساحات "من الهوا".
و كل فريق عالمي يمتلك لاعبين قادرين على تنفيذ هذا الشق...فبرشلونة يمتلك ميسي و مانشستر لديه رونالدو و الإنتر يملك مانشيني و إبرا و أتليتيكو يملك أجويرو و الميلان يملك كاكا و رونالدينهو...و حتى الفرق المحلية فالزمالك يملك شيكابالا و جمال حمزة، و الإسماعيلي يملك عبد الله السعيد و عمر جمال، و بتروجت كان يملك وليد سليمان و محمود عبد الحكيم.
و الأهلي يملك بركات و تريكة و حسين ياسر و العجيزي، و مع تفرغ تريكة و بركات لواجبات تكتيكية بحتة لم يتبقى لدى الأهلي سوى العجيزي و حسين ياسر، و هما قادران على خلق الفارق المهاري عند الحاجة و إضافة جانب السرعة ، و هو ما حدث أمام أديلايد و المصرية للإتصالات و بتروجيت في المباراتين.
و يتبقى القدرة على تطويع هذا اللاعب لخدمة فريقه و عدم الإستمتاع بتأدية مهارات فردية على حساب مصلحة الفريق ككل، كما حدث مع شيكابالا و جمال حمزة، و إنقلب بهم السحر على الساحر...فاللاعب الفنان يجب التعامل معه من منطلق أنه لاعب كغيره و له دور كغيره، لا أن يكون الفريق هو اللاعب .. وهي حالات فردية لم تحدث سوى مع لاعبين كمارادونا وبيليه.
و يتبقى الحل في أيدي جوزيه في حل المعادلة الصعبة من إستعمال إبداع المهارات الفردية لخدمة المصلحة العامة للفريق.
إيجاد لاعبين قادرين على إعطاء السرعة المفتقدة
أصبح البطء هو السمة الأساسية لخطوط الأهلي، فالدفاع يفتقد تماماً إلى السرعة، و عند مواجهة فريق يمتلك السرعة كباتشوكا أو الإسماعيلي أو النجم الساحلي و الصفاقسي، يعاني الفريق الأمرين من عدم القدرة على ملاحقة المهاجم المتحرك و خط الوسط السريع، و هو الدور الذي كان يقوم بحله شادي محمد في الأعوام الماضية و لم يعد متواجداً الآن.
و يأتي خط الوسط من أمامه و لا يتواجد سوى محمد بركات المتميز بالسرعة و معه حسين ياسر الذي قلما يشارك. و هو ما يجعل مراقبتهم و الضغط عليهم أسهل، خاصة مع غياب السرعة الهجومية التي كانت تتمثل بعماد متعب الذي كان دوره غير واضح سوى الآن مع إفتقاد السرعة الهجومية، و التي صعّبت من مهام الوسط في توزيع الكرة للأمام.
و أصبح الأهلي يفتقد إلى الحل السريع أمام اللاعب الذي يملك الكرة، و هو ما كان يفعله متعب، و الذي كان إسماً على مسمى، فتحركاته لا تتوقف بشكل عرضي مما يخلق زاوية تمرير للاعب الوسط في أي إتجاه، و يعطي الحرية لفلافيو في التحرك في الأمام. أو إعطاء المساحة للقادمين من الخلف للتقدم. و هو لم يعد متواجد بسبب بطء خط الهجوم في التمركز و العودة للإستلام.
و في النهاية، لم يكن الهدف سوى نقل وجهة نظر الجماهير و التي كما بدأت التقرير تعلم تماماً دورها، و تثق ثقة عمياء في جهازها الفني، و تحترم إنجازاته. و لكن يتبقى دور الجمهور في إعطاء إشارات التنبيه للفريق عند إستشعار خطأ يحدث و يتكرر، و مستوى ينخفض بشكل ملحوظ.
و نتمنى أن يكون الحل سريعاً و عملياً ، لتعود اللمسة الجميلة و الممتعة لأداء الأهلي، على أن تكون ممزوجة بالفوز الذي لا قيمة لأي أداء جميل بدونه.