رابعاً الجمهور تشجيع الفريق "من منازلهم" يفقدكم حق النقد في يوم من الأيام كنا نقول أن الجمهور هو اللاعب رقم واحد في النادي الأهلي .. ولكن الحقيقة أن هذا اليوم اختفى من قاموس الأهلي الحالي بعدما أصبح من السهل أن تعد بالعين المجردة عدد جماهير الأهلي في الاستاد في مباريات الفريق.
وان كنا نلوم على مجلس الادارة بسبب أسعار التذاكر فان هذا لا يعني ايجاد المبرر للجمهور ليصبح مظهر الاستاد في مباريات الأهلي بهذا الشكل .. فقد تحول جمهور الأهلي الى جمهور مناسبات يحضر المباريات الكبرى فقط ويكتفي في باقي المباريات بالمشاهدة من المنازل ليسن السكاكين على رقاب الفريق مع أول اخفاق بالرغم من أن هذا الجمهور نفسه لا يقوم بواجبه تجاه فريقه !
فقبل أن نلوم على اللاعبين أو على الجهاز الفني بسبب انخفاض مستواهم يجب أن نجلد أنفسنا بسبب جلوسنا في منازلنا لمتابعة الفريق فإن فاز كان بها وان لم يفز نجهز المقصلة للاعبين .. لم يكن جمهور النادي الأهلي يوماً بمثل هذا الفكر السلبي .. و يكفي أن يصل الأمر أن جمهور غزل المحلة و إتحاد الشرطة أصبح يوازي عددياً جمهور الأهلي في القاهرة.
روح الفانلة الحمراء لا تنسج في مصانع "بوما" منذ اليوم الأول لسماعنا كلمة "روح الفانلة الحمراء" ونحن نعلم أننا السر وراء بقاء هذه الروح .. فلولا وجودنا وراء الفريق في الملعب لتبخرت هذه الروح .. فالروح ليست في القميص الذي تصنعه الشركة الراعية لقميص النادي وانما هي روح مستمدة من الحماس القادم من حناجر تجلس في المدرجات بقلبها.
ويكفي أن أحد اللاعبين قال أن سبب توتر اللاعبين في مباراة الأهلي وانيمبا في اياب الدور قبل النهائي لبطولة أفريقيا هو مشهد الجماهير الكبيرة في الملعب والتي نسيها اللاعبون فأثر بالسلب على مستواهم فيما أصبحت حافز للفريق في مباراة القطن بعدما عادوا من جديد للاعتياد على وجود هذا الضغط فتم تصديره للمنافس وسجل الأهلي هدفين في أول 20 دقيقة.
و يكفي حادثة أن يتأخر الأهلي أمام فريق محلي صاعد من الدرجة الثانية و لا يجد من يشد أزره، ثم يتكرر الأمر في المباراة التالية فيتقدم الفريق بفارق هدفين و تتلقى شباكه هدفين في الدقائق الأخيرة مع فريق ينقصه في العدد و لا يوجد من يهتف في المدرجات لكي يخرج الفريق على الأقل بثلاث نقاط .. كل هذا يجعل اللاعب يعتاد ألا يعطي أفضل ما عنده في الدقائق الأخيرة التي كانت جماهير الأهلي تحمل لواء "التشجيع حتى الثانية الأخيرة".
و لا نعتقد أن جمهور النادي الأهلي يرضى أن يتحول استاد القاهرة من ملعب الرعب ومقبرة المنافسين الى صحراء جرداء يتناثر العشرات بين جنباته الواسعة .. فمن يرضى بذلك؟ و من يرضيه أن ننتظر مباريات الأهلي الخارجية لكي نشاهد جماهير الأهلي تشجع في الإستاد؟ فأين جمهور القاهرة ؟
روابط المشجعين ضلت الهدف روابط المشجعين كان لها الفضل الأكبر في مستوى الأهلي عامي 2005 و 2006، و أدخلت على الملاعب المصرية أسلوب جديد و ممتع إستبشرنا به خيراً، و لم ينقضي عامين حتى إنقسمت الروابط الكبيرة لروابط أصغر، و أصبحت تنافس بعضها بدلاً من أن تتعاون سوياً لينصب الإهتمام على من يقدم دخلة أجمل بتكلفة أعلى بدلاً من التركيز على التشجيع أثناء المباراة وإستقطاب أكبر عدد من الجمهور الأهلاوي الراغب في التشجيع.
و لم تقدّر العديد من الروابط عواقب أفعالها و أخطائها في الملعب، و هو ما يدفع ثمنه الكثير من الجماهير في التشديد الأمني في كل مباراة. و مهما كانت ثقافة أي رابطة، يجب ألا يتناسى أصحابها أن هدف وجود الرابطة هو تشجيع و خدمة الأهلي و ليس العكس.
خامساً مواقع الجماهير عندما تتحول من ألة نداء الى مركز اعلامي أسوأ نقد هو ذلك الذي ترى فيه عيوب كل من حولك ولا ترى عيوبك .. والحقيقة أن مواقع جماهير الأهلي – ونحن منها – تتحمل أيضاً جزء كبير من مسئولية انخفاض مستوى الأهلي سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة .. فقد تحولنا من آلة نداء وتحفيز للجماهير لمساندة الفريق ولحضور المباريات في الملعب وللوقوف خلف اللاعبين الى مركز اعلامي ينقل للجمهور أخبار الفريق أولاً بأول.
والحقيقة أن الهدف الأول من وجود مواقع جماهير النادي هي مساندة الفريق ومن بعدها خدمة الجماهير .. ولكن الهدف الثاني سبق الأول في الآونة الأخير وإنصب الاهتمام على خدمة الجماهير في المقام الأول بالرغم من أن هذه الجماهير تهتم بخدمة الفريق أكثر من اهتمامها بالحصول على الخدمات المميزة.
فبعدما كنا دائماً ما نوجه النداء للجماهير لحضور المباريات تشعر وكأننا فقدنا الأمل في إحداث تغيير في ثقافة المشاهدة من المنازل فتجاوزنا هذه النقطة مع أن الاستمرار على هذه الوتيرة ربما كان ليجدي النفع ويدفع البعض للعودة للمدرجات الخاوية من جديد.
الخوف من التأثير السلبي هو السلبية بعينها لا يخفى على أحد أن المستوى الفني للأهلي منخفض منذ فترة ونحن كمواقع جماهيرية ندرك ذلك جيداً .. ولكن الخوف من الخوض في هذه الأمور هروباً من ترديد نغمة التأثير السلبي على الفريق جعلنا نتغاضى عن المساندة المطلوبة والتوجيه في الاتجاه الصحيح .. فأفضل نقد هو ذلك الذي يأتي وأنت واقف على قدميك والأسوأ هو ذلك الذي يأتي وأنت ملقى على الأرض من فرط الانهاك.
وربما يكون مثل هذا التقرير هو محاولة للعودة بالفريق الى الاطار السليم ولكن هذا لا يعفي مواقع الجماهير من المسئولية في التوجيه للأخطاء بشكل نقدي سليم لا مصلحة فيه أو نية سيئة خاصة وأن الأمر الأكيد والذي لا يوجد خلاف عليه هو أن كل المواقع الجماهيرية الأهلاوية لا تسعى لشيء سوى لمصلحة الفريق .. فلعلنا نستفيد من هذا الدرس حتى نعود لممارسة أدوارنا الايجابية في مساندة الفريق والتوجيه نحو الطريق السليم في حالة الخروج عن الخط المستقيم الذي اعتدنا عليه.
و قد انساقت مواقع جماهير الأهلي خلف الاعلام المصري في تمجيد الفريق ورفعه الى مرتبة العالمية من خلال نشر تقارير مواقع عالمية عن الفريق وابراز مايكتب في موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم دون توضيح ان مايكتب في موقع الفيفا عن الأهلي يكتب ما يماثله عن الفرق الاخرى المنافسة وبنفس الطريقة.
ولا ننكر ان هناك الكثير من مواقع الجماهير انساقت وراء قضايا الادارة التي تخوضها في مواجهة الجميع دون ان تتوقف للحظه واحده من اجل التفكير هل الأهلي على حق في هذه القضية اما ان ادارة الأهلي قد جانبها الصواب .. فليس من دور مواقع الجماهير مساندة الادارة في كل القرارات حتى لو كان القرار هو التخلي عن لاعبين في مستوى حسني عبد ربه او هاني سعيد