أبوتريكة «بسيط» ومتواضع.. وليس قديساً ولا ممثلاًعبد المنعم عمارة - المصرى اليوم
كان الله فى عون اللاعب أبوتريكة.. فهو عند البعض قديس وملاك، وعند البعض لا هو قديس ولا يحزنون، فهو مجرد لعيب فى الملعب ولعيب كذلك على الناس خارج الملعب.. فهو للأسف فى نظرهم ممثل فى الحياة وممثل أيضاً داخل المستطيل الأخضر.
أما الأغلبية المعتدلة لا ترى هذا أو ذاك، فهو مجرد لاعب موهوب يرضى الله عنه وأن سلوكياته فى الحياة هى سلوك إنسان متوازن ومتدين.. وأنه بشر مثلى ومثلك تماماً، مازال يأكل الفول والطعمية والكشرى المصراوى والحلو بتاعه بليلة وأرز بلبن وشوية مهلبية وكمان بلح الشام.
إذن إيه الحكاية، لماذا وضع البعض أبوتريكة فى دماغهم.. هل السبب بسبب الكلمة التى أخطأ فيها، أم أن هؤلاء يحقدون عليه ويغارون من الشهرة والمال اللتين حصل عليهما.. والله جايز ولم لا؟! أم أنهم يشعرون ذلك بسبب مريديه الذين أثق فى أنهم ينافقونه أكثر مما يحبونه، والذين يريدون تحويله إلى أسطورة، والرجل يرفض ذلك، فأجمل ما فيه هو تواضعه وبساطته وشعوره دائماً أنه يفضل أن يكون جندياً مجهولاً.. ويرى أن التصفيق لابد أن يكون للجميع قبل أن يكون له.
يعنى باختصار لا الرجل قديس ولا ملاك ولا حتى درويش ولا ولى من أولياء الله الصالحين، وكذلك ليس ممثلاً فالتمثيل يراه فى السينما والمسرح وليس فى المستطيل الأخضر.
المشكلة التى وقع فيها فى رأيى سببها أن الرجل قليل الكلام، وأن السكوت عنده من ذهب، وأن الكلام من فضة فهو يحب الهمس أكثر من الصوت الحنجورى العالى.. والدليل أننا لم نره يلهث وراء كاميرات التليفزيون ولا ميكروفونات الإذاعة، ولا وراء أوراق الصحافة.
ميزة هذا الرجل، أن الله أعطاه أكثر مما يحلم أو أكثر مما يستحق، فهو لا ينكر حياته السابقة، شاب أتى من منطقة شبه ريفية من ضواحى الجيزة، تشعبط فى المواصلات العامة، حذاؤه الكروى لم يكن من الماركات الشهيرة «أديداس» أو «نايكى»، فقط شوز «باتا» الخفيف الذى لعبنا به جميعاً، كافح حتى لعب فى فريق الترسانة الأول، لم نسمع عنه فى منتخبات ناشئى مصر ومن الترسانة إلى أوسع بوابة فى مصر لعالم كرة القدم النادى الأهلى.
فى رأيى أن أسوأ ما فى الرجل هى قلة طموحه، فهو قد يشبه الفلاح المصرى الذى يكتفى بالأكل من الأرض ويستمع إلى الراديو «الترانزستور» ـ طبعاً ده كان زمان.
قلة طموحه من المؤكد سببها قناعته التى يراها أنها كنز لا يفنى.
لم يفكر فى العالمية مع أنه كان يمكن أن ينجح.. نحن طلبنا له العالمية التى لم يطلبها هو.
ويتبقى السوال: لماذا نحشر أنفسنا فى أعماق حياة الرجل، لماذا لا نتركه فى حاله، يلعب ويبدع ويتألق.. لماذا نمسك له على الواحدة كأنه أحد خصومنا؟!
يا عمنا أبوتريكة البعض عايزك تتكتم وتخرس ولا تنطق بحرف ولا تهش ولا تنش وهذا حرام وأكبر كلام.
أرجوك لا تريح هؤلاء، انطلق، ابدع، العب، غنى، تحدث، قل كل اللى فى قلبك.. فقط فكر قبل أن تتكلم.. ولو أنى سأقف معك لو قلت هوه الكلام حُرم يا ناس.. طبعاً لا.